كتب تحت الطبع
كتاب - يوميات شاعر متهالك
هذا الكتاب هو عبارة عن سلسلة من النصوص النثرية والشبه يومية قمت بكتابتها ومن ثم نشرها في العديد من المواقع الالكترونية بداية من العام 2002 والى العام 2005
من صفحته الأولى
أقف الآن عند نقطةٍ وحيدة ، تحاولُ الالتصاقَ بإرهاصاتِ بوح ٍ مغامر ، في ظلِّ لوعةٍ خرافية ، باختصارِ المسافةِ المائلةِ عن ، والى الحلم . هاأنذا أحمل مُهمَلَ أشيائي المتناثرة ، ما بيني وبين بوابةٍ للحلمِ الصاعدِ الى أسفل منازلٍ للقمر المتثائب خلف نافذتي المفتوحة ، وقد أضمرتُ في داخلي أن أتدحرج على صدره كبرتقالةٍ راشدة ، وأن أرصد بريق عينيه ، في مرآةٍ مقعرةٍ ومجوفة لأرى من خلالها أحلامه الناعسة ، وهي تستدفئ بشهي لحظةٍ مختالةٍ فاتنة .
في صفحته 13
أتجاسرُ على خطوي المائل قليلاً عن قرص الشمس ، لأبث فيه صدى لوعتي ، وأقرأ عليه بعضاً من نهج الروح ، معتصماً ببريق مهجتي ، ووميض أحلامي . أخلد برهة ًتحت فيء مغامرتي لهذا البوح ، التقط شيئاً من أنفاس جنوني ، أتنشقها عميقاً ، كالخارج من تحت الماء ، أو كالداخل فيه . أهدأ حتى أعتاد السطح أو يعتادني ، لأبدأ رحلة ًأخرى بنفس الخطو المائل قليلاً عن قرص الشمس ، محاولاً أن لا يسبقني تمرد ظلي ، لثورتي البيضاء غير المعلنة ، فينشرُ فيها صخبه العارم ، وظلاله المضطربة .
وفي صفحة أخرى
أتدحرجُ من أسفلَ الى أعلى ، غير مبالٍ بتلك الجاذبية ، وكأني أستسلم لغوغائيةٍ بليدة ، تجوس في داخلي ، كالكرة الزئبقية ، تلك المتنافرة المتماسكة .
أجل ربما أنا كذلك ، متنافرٌ متماسك ، متوحدٌ متهالك ، أهربُ من ظلي الى الشمس ، وأهرب من الشمس الى غيمةٍ مغامرة ، تهوى جنون الريح ، وعبث العاصفة
وفي الصفحة 37
كانت كالشيء العابر . عبرَتْ ، الا مني ، وقفتْ تنسجُ خطوتَها ، زمناً في ردهة وجعي ، أحملها قدراً في قدري ، حلماً يأبى أن يعبرني ، درباً يعشق أبوابي . إلا مني ، لم تتجاوزني ، ظلتْ بعضاً من بعضي ، كلاًّ من كلي ، انتحلتني رغماً عني ، سكنتني ، أخلتْ جميع أشيائي واحتلتني ، أرضاً وسماءاً ، قمراً ، شمساً ، ماءاً وهواءاً ، بحراً ، براً ، جسداً وظلاً ، حلتْ بدلاً من كوني المنفي ، وعبرتْ ، الا مني ، لم تعبر ، لم تخرج من ذاكرتي .
وكتبت فيه في زمن الحرب
أقبعُ وحيداً فوق سريري ، الرابض في منتصف الأرض ، أقرأ الحرب بعينٍ واحدة ، ونصف قلب ، وربع إنسانٍ
خائب ، أجلسُ على قمة العالم ، أرقب سقوطي جزءاً ، جزءاً ، ولا أنفعلُ ولا أهتز ، متهالكٌ حد الموت البارد ، لا أفهم شيئاً ، ولا يتملكني أي شعور ، إلا إحساساً عميقاً بالخيبة ، والسقطة الذليلة ، ربما قد اعتدتُ الهزيمة ،
واعتادتني انكساراتها المريرة ، وتحلقَتْ حولي ظلالها السوداء ، كالديدان القاتلة ، تنهشُ ما تبقى من جسدي ،
وقامتي المائلة ، وحيداً ، بعينٍ واحدة ، ونصف قلب ، وربع إنسانٍ خائب ، أقعد كالمحارب - ولم يدخل المعركة - أقلِّبُ التقويم الأعمى ، وأستبقُ النهاية الظالمة .
في صفحته ما قبل الأخيرة 119
لا شيء يأتي وسطاً ، بين الحلم أو عدمه ، إلا وجعاً يقطع أوصال اللحظة ، ويختصر أوان الخاتمة ، ويفتت عمر الظل المتشبث بالمسافة . أنتظرك أو لا أنتظرك ، أقف الآن بينهما ، تغمرني ظلال الدهشة ، وهي تنبت كالأشجار في حقول العجز والحيرة ، وتزهر ريحاً مصلوبة على أوردة الأغصان . أنتظرك أو لا أنتظرك ، بينهما تنتصب الهزيمة ، تتوسد حلماً أرعن ، وتقرأ فاجعةً قديمة ، بلا خاتمةٍ أو عنوان ، إلا هامشاً عريضاً ، يشرح هول السقوط .